مـسـلـمـة المديرة العامة
عدد الرسائل : 153 com : تاريخ التسجيل : 13/10/2008
| موضوع: كيف يتعامل المسلم مع أهله الذين لا يؤدون الصلاة؟ الأربعاء مارس 03, 2010 2:53 pm | |
| الســؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كيف يتعامل المسلم مع أهله الذين لا يؤدون الصلاة؟ وقد حاول إقناعهم مرارا وتكرارا لكنهم لا يستجيبون، وكيف له أن يكيف حياته وأن يعيش في هذا المناخ المليء بالافتراءات والبعد عن الدين؟!
وشكرا.
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ *** حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذه المشكلة التي تعانين منها ليست بمشكلة هينة، وليست بالأمر السهل، إنك فتاة مؤمنة تريدين طاعة الله وتريدين أن تعيشي على هدي من كتاب الله وهدي من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم ها أنت تجدين نفسك مع أهلك في مشقةٍ وفي عناء، فأنت كما أشرت تأمرينهم بطاعة الله، وتأمرينهم بأداء أعظم الأركان بعد الإيمان بالله جل وعلا ألا وهي الصلاة، ثم لا تجدين آذاناً صاغية ولا استجابة لهذا الأمر، ثم تجدين نفسك بعد ذلك كالحائرة كيف تتعاملين مع الأهل والحال كذلك؟ وكيف تحافظين على دينك والحال كذلك أيضاًً؟ إنك إذاً في أمر ليس بالسهل، بل إنه يحتاج منك أن تكوني عالمةً بكيفية التعامل مع أهلك، وكيفية التعامل مع نفسك، وكيفية التعامل مع غيرك من الناس.
وأول مقام تقومينه في هذا الأمر هو الفزع إلى الله جل وعلا ودعائه والتضرع إليه أن يشرح صدرك وأن يثبتك على دينك، فقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) والحديث أخرجه الترمذي في سننه، وكان من دعائه الشريف صلوات الله وسلامه عليه: (يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك)، بل وكان من دعائه الجامع العظيم أنه كان يدعو فيقول: (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر عليه، واهدني ويسر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك رهاباً، لك مطواعاً، إليك مخبتتاً أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهدي قلبي وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي) والحديث أخرجه أبو داود والترمذي في السنن.
فعليك إذاً بالفزع إلى الله وإنزال حوائجك به، وأن تقومين بالدعاء لنفسك أولاً، ثم لأهلك ثانياً، فكوني كثيرة الإلحاح على الله جل وعلا أن يشرح صدور أهلك، وأن يردهم إلى الحق رداً جميلاً، فهذا أول مقام تقومينه.
وأما المقام الثاني فهو الصبر، قال تعالى: (واصبر وما صبرك إلا بالله)، وقال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، وقال تعالى: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)، وقد أخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (والصبر ضياء)، وأيضاً فإن هذا الذي يقع لك إنما هو من البلاء، بل من البلاء العظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) والحديث أخرجه الترمذي في سننه، فعليك بالصبر وعليك بالاحتساب، وأن تتذكري دوماً العاقبة عند الله جل وعلا، وأن تتذكري أن أجرك عظيم عند ربك إذا صبرت واحتسبت، فهذا أمر لا بد أن يكون حاضراً أمام عينيك، فتلمحي عاقبة الصبر حتى تجدي أثر ذلك وجزاءه عند الله جل وعلا، لأنه هو الزاد الذي ينبغي أن لا تغفلي عنه، وهو السبيل الذي لا بد أن تسلكيه، فإن المؤمن يحتاج إلى زاد يتزود به ليكون ثابتاً في الملمات، ولن يكون كذلك حتى يتلمّح العاقبة عند الله جل وعلا، ولذلك قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
وأما المقام الثالث فهو المثابرة على دعوة أهلك بما تستطيعين من الأساليب الممكنة، فهناك الكلمة الطيبة، وهناك الإرشاد اللطيف، وهناك الهدية المعبرة، وهناك أيضاً الهدية التي تقدمينها على هيئة شريط إسلامي أو على هيئة كتيبٍ دعوي، والمقصود أن تبذلي وسعك في هذه الناحية، فإن كان هناك استجابة وهناك قبول فهذا من فضل الله وسعة رحمته، وإن لم تجدي فقد أديت الذي عليك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن عجزت عن مثل هذا الإرشاد ومثل هذا التوجيه فليس أمامك إلا الفزع إلى الله جل وعلا، وإلا أن تصبري حتى يجعل الله لك مخرجاً ويجعل لك طريقاً تخرجين به من هذه الملمة.
والأمر الرابع هو أنه لا بد أن تكوني حريصة على الظفر بالزوج الصالح، الزوج الصالح الذي تعيشين معه حياة مؤمنةً مسلمةً وتقيمين أسرة صالحة قوامها طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر يحتاج منك إلى سعي، فلا بد أن يكون لك شيءٌ من المخالطات الاجتماعية بالأسر الصالحة، وبالأخوات الفاضلات، فإن هذا يعين على الإرشاد إليك، بل إن أمكن أن تجدي من هؤلاء الأخوات الصالحات من يتفهم حقيقة المشكلة التي تعيشينها ومن يعرف طبيعة الوضع الذي تمرين به لكي تعينك على إيجاد فرصة الزواج بالرجل الصالح، فإن أمكن هذا فهذا هو المطلوب، ولكن عليك أن تختاري الأخت الصالحة الثقة التي تحفظ سرك ولا تفشيه، فإن هذا أمر كما لا يخفى عليك له عواقبه، لا سيما إذا وصل ذلك إلى أسماع أهلك فانتبهي لهذا واعملي به.
والأمر الخامس هو الحرص على المشاركة في الأعمال الصالحة، وإيجاد البيئة الإسلامية الممكنة لك في خارج البيت من الأخوات الصالحات، ومن مشاركة في حلقات العلم وحلقات تجويد كتاب الله عز وجل وتعلم أحكامه، وكذلك من الأخوات الصالحات اللاتي كن معك في الدراسة، والمقصود أن توجدي بيئة مؤمنة بقدر الاستطاعة، فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فابذلي وسعك، ولن تخيبي بإذن الله.
نسأل الله عز وجل أن يفرج كربك، وأن ييسر أمرك، وأن يهدي أهلك، وأن يردهم إلى الحق رداً جميلاً.
وبالله التوفيق والسداد. المجيب : أ/ الهنداوي عن موقع اسلام ويب | |
|